Site icon +PA

تغيير بسيط ومجاني يجعلك تبدو أصغر سنا

فُطر الإنسان على التشبث بالشباب والقلق بشأن الشيخوخة، طمعا في عيش حياة أطول وأكثر صحة، لكن جنون محاربة الشيخوخة الذي بلغ حجم تجارتها العالمية 26 مليار دولار “يُتوقع أن تتضاعف في العقد المقبل” -حسب مجلة “فورتشن”- دفع الملياردير الأميركي براين جونسون (46 عاما) لإنفاق مليوني دولار سنويا، ليبدو في سن 18 عاما، عن طريق تقنية تُسمى “عكس الشيخوخة” (بمعنى إعادة آثار الشيخوخة إلى الوراء، بأن تحل محل الأنسجة التالفة أنسجة جديدة، والخضوع لأنظمة وعلاجات أخرى)، وفقا لما نشره موقع بلومبيرغ بداية عام 2023.

لكن المفارقة أن أمًا أميركية تُدعى جولي كلارك (55 عاما) حققت نتائج مثيرة للإعجاب بجهودها الذاتية لإبطاء الشيخوخة، متقدمة بـ4 نقاط على جونسون والملايين التي أنفقها وفريقه الطبي المكون من 30 طبيبا، وذلك “بتناولها خضروات أكثر، وسكّرا أقل، وممارسة التمارين 5 أيام في الأسبوع، والمشي لمسافات طويلة في عطلة نهاية الأسبوع”، حسب تقرير فورتشن.

مؤكدة بذلك نتائج الدراسات التي أظهرت أن “اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يمكن أن يساعد على العيش لمدة أطول، تصل إلى عقد من الزمن”، وأن “المشي لمدة ساعتين في الأسبوع، يرتبط بزيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع”، حسب موقع “آي إن سي”.

لكننا الآن بصدد تغيير في نمط الحياة، وهو مجاني وأكثر بساطة، ومن شأنه أن يُحسّن صحتنا، ويجعلنا نبدو أصغر سنا.

اقترابك من الأشجار يُبعد عنك الشيخوخة

يوم 29 يونيو/حزيران 2023، أجرى علماء بكلية طب جامعة “نورث وسترن فاينبرغ” بولاية شيكاغو دراسة شملت أكثر من 900 شخص يقيمون في 4 مدن أميركية مختلفة، “لمعرفة إذا ما كان العيش بالقرب من المساحات الخضراء يمكن أن يؤثر إيجابا على التقدم في العمر، ويسهم في الحصول على شيخوخة صحية”.

ووجد الباحثون أن “مزيدا من المساحات الخضراء ارتبط بشيخوخة بيولوجية أبطأ، حيث بدا الأشخاص الذين عاشوا بالقرب منها، أصغر سنا بمقدار 2.5 عام في المتوسط ممن يعيشون في مساحات أقل خضرة”.

وهو ما أكدته هذه الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة ولاية كارولينا الشمالية أواخر العام الماضي، بناء على متابعة البيانات الصحية والمكان الذي يعيش فيه ما يقرب من 8 آلاف شخص على مدار عام كامل، ونُشرت في مجلة “علم البيئة الشاملة”، وأشارت إلى أن “قضاء مزيد من الوقت بالقرب من الطبيعة، يجعل خلايانا تبدو أصغر سنا بسنوات”.

Advertisements

كيف تحافظ الخضرة على شباب خلايانا؟

توصلت الدراسة الأخيرة إلى أن المساحات الخضراء لها تأثير إيجابي على مؤشر وراثي مهم يرتبط بالإجهاد، ويقيس معدلات الشيخوخة وتآكل الخلايا، يُسمى “طول التيلوميرات”، فاز مكتشفوه بجائزة نوبل في الطب عام 2009.

ووفقا لشرح الخبراء على موقع “فيري ويل هيلث”، فإن التيلوميرات “هي أجزاء الحمض النووي المسؤولة عن حماية الخلايا، والتي كلما كثر التالف منها، كان طولها أقصر”.

ويتسبب كل انقسام لخلايانا في جعل هذه التيلوميرات أقصر، حتى تتقدم في العمر وتفقد القدرة على التكاثر وتموت، مما يؤثر على مزيد من الخلايا مع مرور الوقت، ويؤدي إلى تلف الأنسجة وظهور علامات الشيخوخة، وإن كانت “التيلوميرات لا تتقلص لدى الجميع بالمعدل نفسه، فالإجهاد لدى البعض قد يضعفها بصورة أسرع”.

ومن هنا، قام الباحثون بفحص “العلامات المنبهة للشيخوخة الجسدية”، من خلال قياس طول التيلوميرات لدى الأشخاص الذين يعيشون في منطقة مليئة بالأشجار أو بجوار حديقة ضخمة تسمح برؤية كثير من الخُضرة، والأشخاص الذين يقيمون في أحياء سكنية غارقة في الخرسانة.

فوجدوا أن “الأشخاص الذين لديهم مساحات خضراء كانت التيلوميرات الخاصة بهم أطول، على عكس سكان المناطق المحرومة من الخضرة”، كما يقول الدكتور آرون هيب، المشارك في الدراسة.

فوائد قضاء الوقت وسط الأشجار

يُجمع العلماء على أن الأشجار تساعد على عيش حياة أطول وأكثر سعادة وصحة، فهي:

Exit mobile version