علاج الضغط بالثوم: الفوائد والطريقة الصحيحة للاستخدام

يعد الثوم من أكثر النباتات الطبيعية التي استخدمها البشر لقرون في الطب الشعبي لعلاج العديد من الأمراض. ومن بين فوائده المعروفة تأثيره الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية. يعتقد أن الثوم يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، وهو أحد أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية استخدام الثوم في علاج ضغط الدم المرتفع، وآلية تأثيره على الجسم، والأبحاث العلمية التي تدعمه.

كيف يعمل الثوم على خفض ضغط الدم؟

الثوم يحتوي على العديد من المركبات النشطة التي يمكن أن تساعد في تقليل ضغط الدم، بما في ذلك الأليسين، وهو مركب عضوي يحتوي على الكبريت. عند تناول الثوم، يتم تحويل الأليسين إلى مركبات أخرى تساعد في استرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، مما يسهل تدفق الدم ويقلل من ضغط الدم.

بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الثوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في:

• توسيع الأوعية الدموية: يساعد في تحسين تدفق الدم عن طريق جعل الأوعية الدموية أكثر مرونة.
• تقليل مقاومة الأوعية الدموية: تعمل مركبات الثوم على تقليل الضغط داخل الأوعية الدموية.
• تحسين مستويات الكوليسترول: الثوم يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يساهم في تقليل الضغط على القلب والأوعية الدموية.

الدراسات العلمية حول تأثير الثوم على ضغط الدم

أظهرت العديد من الدراسات أن الثوم يمكن أن يكون فعالًا في خفض ضغط الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المعتدل. إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم أظهرت أن تناول مكملات الثوم أدى إلى خفض ملحوظ في مستويات ضغط الدم. ومن المهم أن نلاحظ أن الثوم قد لا يكون علاجًا كافيًا وحده للضغط المرتفع، ولكنه يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية شاملة للحفاظ على ضغط الدم في الحدود الطبيعية.

كيفية استخدام الثوم لخفض ضغط الدم؟

1. تناول فصوص الثوم الخام:
   الطريقة الأكثر فعالية لاستخراج الأليسين من الثوم هي تناوله نيئًا. عند تناول فصوص الثوم النيئة، يتم تكسير جدران خلايا الثوم، مما يساعد في إطلاق الأليسين. طريقة الاستخدام:

• قم بتقشير فصين من الثوم وهرسهما أو تقطيعهما إلى قطع صغيرة.
• اتركه لمدة 5-10 دقائق لزيادة إنتاج الأليسين.
• يمكنك تناوله مباشرة أو إضافته إلى بعض الأطعمة مثل السلطات أو الشوربات.
• يفضل تناول الثوم على معدة فارغة للحصول على أقصى استفادة.

1. شاي الثوم:
   إذا لم تكن من محبي طعم الثوم النيء، يمكنك تحضير شاي الثوم. طريقة التحضير:

• اغلي 2-3 فصوص من الثوم المهروس في كوب من الماء لمدة 5-10 دقائق.
• يمكنك إضافة العسل أو الليمون لتحسين الطعم.
• اشرب هذا الشاي مرتين في اليوم.

1. مكملات الثوم:
   إذا كنت لا تستطيع تحمل طعم الثوم النيء أو الشاي، يمكنك تناول مكملات الثوم التي تحتوي على تركيزات عالية من الأليسين. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية.
2. زيت الثوم:
   يحتوي زيت الثوم على العديد من المركبات المفيدة نفسها الموجودة في الثوم الطازج. يمكن استخدامه في الطهي أو تناوله مع الأطعمة. طريقة الاستخدام:

• يمكنك إضافة قطرات من زيت الثوم إلى الأطعمة أو السلطات.
• أيضًا يمكن تدليك منطقة الرقبة والصدر باستخدام زيت الثوم للحصول على فوائد إضافية.

الكمية الموصى بها من الثوم لخفض ضغط الدم

لا توجد جرعة واحدة موحدة من الثوم التي تعمل مع الجميع، ولكن الدراسات تشير إلى أن تناول 1-2 فصوص من الثوم الخام يوميًا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في خفض ضغط الدم. بالنسبة لمكملات الثوم، عادة ما تكون الجرعة الموصى بها حوالي 600-1200 ملغ من مسحوق الثوم أو ما يعادلها.

الاحتياطات والأعراض الجانبية

على الرغم من أن الثوم يعتبر آمنًا بشكل عام عند تناوله بشكل معتدل، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية في بعض الأشخاص مثل:

• رائحة الفم الكريهة: يمكن التغلب على هذه المشكلة بتناول الثوم مع الأعشاب أو عن طريق شرب الماء بعد تناوله.
• التفاعلات مع الأدوية: قد يتفاعل الثوم مع بعض الأدوية، خاصة تلك التي تتعلق بتخثر الدم (مثل الأسبرين أو الوارفارين)، لأنه يحتوي على خصائص مضادة للتخثر. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الثوم إذا كنت تتناول أدوية مسيلة للدم.
• التهيج المعدي: قد يسبب تناول الثوم بكميات كبيرة تهيجًا في المعدة لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى عسر الهضم أو الحموضة.

الثوم يعد من العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل خصائصه المهدئة للأوعية الدموية وتوسيعها. يمكن تناوله نيئًا أو على شكل مكملات غذائية أو شاي للاستفادة من فوائده الصحية. ومع ذلك، يجب استخدامه كجزء من خطة علاجية شاملة تضم النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية. قبل البدء في استخدام الثوم بشكل مكثف، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب خاصة إذا كنت تتناول أدوية لخفض الضغط أو أدوية أخرى.

المصادر:

1. Journal of Clinical Hypertension. (2013). The effect of garlic on blood pressure: A systematic review and meta-analysis of randomized controlled trials.
2. American Heart Association. (2020). Garlic and Hypertension: A Review of Clinical Studies.
3. National Institutes of Health (NIH). (2021). Garlic: A Review of Its Health Benefits.