الهوس بالسيطرة
أن تجد متعة في التحكم بكل التفاصيل، فأنت حتما تعاني من هوسِ السيطرة وتحتاج فورا إلى زيارة الطبيب.
شخصية وسواسية تحكم السيطرة على كل شاردة وواردة، المهمة منها والتافهة، البسيطة والمركبة، الصعبة والبسيطة، همها الوحيد هو أن يكون كل شيء تحت إشرافها ومراقبتها.
حالة اعتبر الأخصائي النفسي، أنس العويني، أن كل الأشياء تحت سيطرتها عدى حالتها النفسية، التي تحتاج مراجعة وزيارات متتالية لأخصائي علها تظفر بالراحة أخيرا.
في بعض الأحيان، يرجح المهووس بالسيطرة أن تدخله المستمر هو أمر صحي أو حتى حتميّ، لكن هذا وإن دلّ على استنتاج، فإنه سيدل قطعا على أنه شخصية مدفوعة برغبة في الحُكم والتحكم وفق الأخصائي النفسي، وقد يُخلف هذا الهوس نوعا من الإحساس بالاستنزاف النفسي والبدني، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالملل نظرا إلى أن المهووس لا يُحسن ترتيب أولوياته ولا يجيد توزيع طاقته فهو بذلك يشتتها في كل شيء حتى تضحى هباء منثورا.
وأشار العويني إلى ضرورة أن تكون طاقة الفرد موجّهة وإلاّ فقد السيطرة عليها وأصبحت معيشته ضنكة، وفق توصيفه، فلا يستطيع الفرد منا التواجد في كل مكان وزمان، ولا بسط نفوذه على كلّ من حوله، وهو الأمر الذي يخلق مشاكل للمهووسين بالسيطرة خاصة في محيط عملهم عندما يحاولون استخدام سلطتهم على الآخرين كمحاولة للهروب من الفراغ الداخلي الذي يملؤهم، بعاطفة مفعمة بالقلق والاضطراب والملل.
هوس بالسيطرة أكد الأخصائي النفسي أن له انعكاسات متعددة الأوجه على المهوس في حد ذاته فتبرز عنده عاطفة سلبية تجاه الأشياء المحيطة به لتحل محل العاطفة الإيجابية، مصحوبة بثقة مفرطة في النفس من حيث قدرته على إنجاز الأعمال قائلا “الخدمة إلّي نخدمها أنا ما ينجم يخدمها حد”، إلى جانب تقديمه للعقل على العاطفة لتتبدد كل مصادر المتعة لديه، “ينجم يضيع موعد غرامي وهو قاعد يخدم”.
حتى لو كان المجهود المبذول لا يقابل الأجر المدفوع فالمهووس همه الوحيد تألقٌ سيحسب له في النهاية، لتُعجب رؤساءه في العمل حرفيتُه والساعات التي يقضيها كوقت إضافي وهو قابع في نفس المكان لا يغيرهُ حتى ينتهي من أعماله وأعمال الآخرين “المتقاعسين”، معتقدا أنه مثال يُحتذى به في حين أنه يجب أن يتوجه إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن، كما جاء على لسان أنس العويني.
وأكد الأخصائي النفسي على ضرورة وجود أخصائي نفس مهني بأماكن العمل حتى يتسنى له رصد هذه الحالات المرضية لأنها ستؤثر حتما على نظام العمل الذي تؤثثه العديد من الأطراف المتدخلة، وتبعا لذلك، يجب أن يخضع المهووس لفترة راحة وعلاج ويُقدم ما يثبت تماثله للشفاء.
